إذ كان قد مال إلى آل علي ... مشايعاً من رام منهم أن يلي
فدس من سارره جنح الغبش ... بأسمر أذلق كالصل نهش
كان أبو مسلم السراج ... في عسكر مجر له عجاج
قد سودوا الثياب والرايات ... يبغون من إثارة الثارات
يدعون في بلاد خراسانا ... بطاعة السفاح لا مروانا
فقتلوا مروان في بوصير ... فسجد السفاح للقدير
لما رأى لا يقبل ذا نميمه ... مجانباً للشيم الذميمه
وكان ذا علم وذا أناة ... مقتدياً بآله الهداة
حتى حواه بعد قصر جدث ... وصار حتى الحشر فيه يلبث
فصير الأمر إلى المنصور ... فأحكم التدبير للأمور
إذ كان ذا سياسة وحزم ... مسدد الرأي قوي العزم
فخرجت بمكة ويثرب ... طالبة آل أبي طالب
فآلت الحرب إلى اهتياج ... مع أبي مسلم السراج
فاحتال حتى اغتاله المنصور ... لما أتاه القدر المقدور
فخلص الأمر لأبي جعفر ... مهنأً من غير ما تكدر
حتى توفي في طريق مكه ... وبزت الأيام عنه ملكه
فولي الأمر ابنه المهدي ... ذو السيرة الحسنى الرضا السري
وهو ممدوح أبي العتاهيه ... في غير ما قصيدة وقافيه