مشبباً بعتبة محبوبته ... في كتب التاريخ ذكر قصته
لابنته علية شعر فشا ... وقصة في شأن طل ورشا
وكان يشتد على الزنادقه ... ومن غلا يرضي بذاك خالقه
إذ كان في العدل إماماً مقسطا ... حتى أتاه حينه فاعتبطا
فولي الهادي ابنه من بعده ... فسار في سيرته وقصده
عدلاً إلى أن ذهبت أيامه ... فعاق عن مأموله حمامه
فصار هارون الرشيد تاليا ... للملك الهادي إماماً واليا
فشيد الملك وأعلى كعبه ... حزماً وعزما وأذل صعبه
واستوزر البرامك الأمجادا ... فاستوسق الأمر بهم وزادا
حتى دهاهم حادث الأيام ... وكل عيش فإلى انصرام
ثم دهى الحين الرشيد فاخترم ... والموت حتم في العباد قد حتم
ثم ولي محمد الأمين ... في طالع حل به التنين
فلم يزل مشتغلاً باللهو ... في غرة ومهملة وزهو
ينشده أبو نواس الحسن ... وكان ممن شأنه التمجن
أشعاره في الخمر والغلمان ... فيحتذي ما قاله ابن هاني
حتى أتاه الحتف بالمأمون ... فصار رهناً في يد المنون
أنحى عليه طاهر فاغتاله ... قتلاً وعن سلطانه أزاله
ودارت الحروب في بغداد ... وآل أمرها إلى الفساد
فجاءها المأمون عبد الله ... فانزاح عنها كل أمر داه