للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المصمية، أجل ما كان اعتلائه، وأرقى ما كان إلى سمائه، وأطمع ما كان في الاحتواء على الجزيرة، محتفزاً لها عند تشميره الذيل بفتنة لا كفاء لها، فتوفاه الله على فراشه من علة ذبحة قصيرة الأمد، وحية الإجهاز، اتفقت الحكايات أنها كانت شبه البغت. وكانت ولايته بعد موت أبيه القاضي يوم الاثنين غرة جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين، وقضى نحبه يوم السبت الثاني من جمادى الآخرة سنة [٤ب] إحدى وستين، ودفن عشي يوم الأحد بعده، تغمد الله خطاياه، فلقد حمل عليه على مر الأيام، في باب فرط القسوة وتجاوز الحدود، والإبلاغ في المثلة، والأخذ بالظنة، والإخفار للذمة، حكايات شنيعة لم يبد في أكثرها للعالم بصدقها دليل يقوم عليها، فالقول ينساغ في ذكرها؛ ومهما برئ من مغبتها فلم يبرأ من فظاعة السطوة وشدة القسوة، وسوء الاتهام على الطاعة، سجايا من جبلة لم يحاش فيها ذوي رحم واشجة.

وقد كان تقيل سيرة أحمد بن أبي أحمد بن المتوكل أحد أشداء خلفاء العباسيين الذي ضم نشر المملكة بالمشرق، وسطا بالمنتزين عليها، وبفقده انهدمت الدولة، فحمل عباد سمته المعتضدية، وطالع بفضل

<<  <  ج: ص:  >  >>