للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا يجد إلا راثياً، ولا يجيد إلا عابثاً، وهو مع ذلك يرمي فيصيب، ويهمي فيصوب، وشعره يوضح ما شرح ويعبر عما ذكره، مع أنه قد رويت أشعار أولي النباهة والأعيان، على قديم الزمان، لشرف قائلها، مع قلة طائلها، وقد رأيت أبا بكر الصولي أثبت لملوك بني أمية وخلفاء بني العباس، ما لو صدر مثله لصغار الناس لا ستهجن، أو طرأ لضعفاء السوق لا ستصغر، فلنا في الصولي أسوة في إثبات هذا النوع من الشعر إن وقع في كتابنا هذا. [٨أ] والعجب من المعتمد أنه مرى سحابه في كلتا حاليه فصاب، ودعا خاطره فأجاب، ولا تراجع له من طبع، ولا بعد الخلع، بل يومه في هذا الشأن دهر، وحسنته في هذا الديوان عشر، فإن أجاد فما أولى، وإن قصر فعذره أوضح وأجلى.

والمبيت المتقدم من جملة قصيد، للمخزومي أبي سعد، وإنما أشار في معناه إلى قول بشار:

فتىً لا يبيت على دمنةٍ ... ولا يشرب الماء إلا بدم وقال أبو الطيب:

ولا ترد الغدران إلا وماؤها ... من الدم كالريحان تحت الشقائق وقال محمد بن هانئ:

لا يوردون الماء سنبك سابحٍ ... أو يكتسي بدم الفوارس طحلبا

<<  <  ج: ص:  >  >>