أنا ذاكم لا البغي يثمر غرسه ... عندي ولا مبنى الصنيعة يثلم
كفوا وإلا فارقبوا لي بطشةً ... يلقى السفيه بمثلها فيحلم ولأبي الوليد على ذلك جواب شكرٍ من جملة قصيد، قال فيه:
قل للبغاة المنبضين قسيهم ... سترون من تصميه تلك الأسهم
أسررتم فرأى نجي غيوبكم ... شيحان مدلول عليه ملهم
ما كان حلم محمد ليحيله ... عن عهده دغل الضمير مذمم
فرق عوت فزأرت زأرة زاجرٍ ... راع الكليب بها السبنتى الضيغم
لي منك فليذب الحسود تلظياً ... لطف المكانة والمحل الأكرم
لم تلف صاغيتي لديك مضاعفةً ... كلا ولا ضاع اصطناعي الأقدم
بل أوسعت حفظاً وصدق رعاية ... ذمم موثقة العرى لا تفصم
فليخرقن الأرض شكر منجد ... مني تناقله المحافل متهم ومن كلام المعتمد الجزل، قوله يوم كبل يخاطب الكبل:
إليك فلو كانت قيونك أشعرت ... تصرم منها كل كف ومعصم
مهابة من كان الرجال بسيبه ... ومن سيفه في جنة أو جهنم ومما قاله بعد زوال سلطانه وتضعضع بنيانه، لما دخل عليه البلد يوم الثلاثاء منتصف رجب سنة أربع وثمانين، خرج مدافعاً عن ذاته، وذاباً عن حرماته، وظهر يومئذ من بأسه، ومن تراميه - زعموا - على الموت