للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورفع إلى المعتمد صدر دولته شعر، عزي إلى بعض الأصحاب، من الوزراء الكتاب، يعرض بأبي الوليد بن زيدون فيه، أوله:

يا أيها الملك العلي الأعظم ... اقطع وريدي كل باغٍ ينئم

[واحسم بسيفك داء كل منافقٍ ... يبدي الجميل وضد ذلك يكتم]

لا تتركن للناس موضع شبهةٍ ... واحزم فمثلك في العظائم يحزم

قد قال شاعر كندة فيما مضى ... بيتاً على مر الليالي يعلم

" لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ... حتى يراق على جوانبه الدم " فلما سمعها المعتمد، عرف الغرض الذي إليه قصد، ووقع على ظهر الرقعة، بهذه القطعة، وهي من جيد نظامه، وحر كلامه:

كذبت مناكم صرحوا أو جمجموا ... ألدين أمتن والمروة أكرم

خنتم ورمتم أن أخون وإنما ... حاولتم أن يستخف يلملم

وأردتم تضييق صدرٍ لم يضق ... والسمر في ثغر الصدور تحطم

وزحفتم بمحالكم لمجرب ... ما زال يثبت في المحال فيهزم

أنى رجوتم غدر من جربتم ... منه الوفاء وجور من لا يظلم

<<  <  ج: ص:  >  >>