للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البحر ورزقوا السلامة فيه، إلى أن وصلوا إلى أمير المسلمين وناصر الدين، أبي يعقوب يوسف بن تاشفين، رحمه الله، فبقوا هنالك في كمفه وذرى فضله، تحت إحسان عميم، وبذل نائلٍ جسيم، حتى انقرضت هنالك أيامه، ووافاه حمامه، بعد مرض شديد أصابه، وكانت وفاته في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين، وكان مولده في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين.

ومن النادر الغريب أنه نودي في جنازته بالصلاة على الغريب، بعد عظيم سلطانه، وجلالة شانه، فتبارك من له البقاء، والعزة والكبرياء. وبلغني أنه لما أحس بالوفاة، رثى نفسه بهذه الأبيات:

قبر الغريب سقاك الرائح الغادي ... حقاً ظفرت بأشلاء ابن عباد

بالطاعن الضارب الرامي إذا اقتتلوا ... بالخصب أجدبوا بالري للصادي

نعم هو الحق وافاني به قدر ... من السماء فوافاني لميعاد [١١ب]

ولم أكن قبل ذاك النعش أعلمه ... أن الجبال تهادى فوق أعواد

فلا تزل صلوات الله نازلةً ... على دفينك لا تحصى بتعداد ثم وصى بأن تثبت على قبره.

وتنازعت يومئذ لمة من أهل الأدب بأغمات، ورثوه بقصائد مطولات، منهم أبو بحر بن عبد الصمد رثاه بقصيد أوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>