البحر ورزقوا السلامة فيه، إلى أن وصلوا إلى أمير المسلمين وناصر الدين، أبي يعقوب يوسف بن تاشفين، رحمه الله، فبقوا هنالك في كمفه وذرى فضله، تحت إحسان عميم، وبذل نائلٍ جسيم، حتى انقرضت هنالك أيامه، ووافاه حمامه، بعد مرض شديد أصابه، وكانت وفاته في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين، وكان مولده في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين.
ومن النادر الغريب أنه نودي في جنازته بالصلاة على الغريب، بعد عظيم سلطانه، وجلالة شانه، فتبارك من له البقاء، والعزة والكبرياء. وبلغني أنه لما أحس بالوفاة، رثى نفسه بهذه الأبيات: