للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إني أعوذ بروح أن يقدمني ... إلى القتال فتخزى بي بنو أسد

إن البراز إلى الأقران أعلمه ... مما يفرق بين الروح والجسد [١١أ]

إن المهلب حب الموت أورثكم ... وما ورثت اختيار الموت من أحد

لو أن لي مهجة أخرى لجدت بها ... لكنها خلقت فرداً فلم أجد فضحك وأعفاني.

رجع: ثم التوت بالمعتمد الحال أياماً يسيرة، والناس بحضرة إشبيلية قد استولى علهم الفزع، وخامرهم الجزع، يقطعون سبلها سياحةً، ويخوضون نهرها سباحةً، ويترامون من شرفات الأسوار، ويتولجون مجابي الأقذار، حرصاً على الحياة، وحذراً من الوفاة، فلما كان يوم الأحد الموفي عشرين من رجب المؤرخ، دخل البلد على المعتمد بعد أن جد الفريقان في القتال، واجتهدت الفئتان في النزال، وفي أثناء تلك الحال، وما كان يناجي باله من البلبال، خاطب أبا بكر المنجم الخولاني بهذه الأبيات:

أرمدت أم بنجومك الرمد ... قد عاد ضداً كل ما تعد

هل في حسابك ما نؤمله ... أم قد تصرم عندك الأمد

قد كنت تهمس إذ تخاطبني ... وتخط كرهاً إن عصتك يد

فالآن لا عين ولا أثر ... أتراك غيب شخصك البلد

وتراك بالعذراء في عرسٍ ... أم إذ كذبت سطا بك الأسد

الملك لا يبقى على أحد ... والموت لا يبقى له أحد ثم أخرج المعتمد في ذلك اليوم إلى أن أطلقت إليه جميع أمهات أولاده وبنيه، وكل ما يختص به من أقرابه وذويه، وعمر بهم مركب فركبوا

<<  <  ج: ص:  >  >>