ألا لا تلمني إن هربت فإنني ... أخاف على فخارتي أن تحطما
فلو أنني أبتاع في السوق مثلها ... وجدك ما باليت أن أتقدما وحدث أيضاً أبو دلامة قال: أتي بي المنصور وأنا سكران، فحلف أن يخرجني في بعث حرب، فأخرجني مع روح بن حاتم المهلبي لقتال الثراة، فلما التقى الجمعان قلت لروح: لو أن تحتي فرسك ومعي سلاحك لأثرت اليوم في عدوك أثراً ترضيه، فنزل عن فرسه ونزع سلاحه، فلما حصل ذلك في يدي وزالت حلاوة الطمع أنشدته:
إني استجرتك أن أقدم في الوغى ... لتطاعن وتنازل وضراب
فهب السيوف رأيتها مشهورة ... فتركتها ومضيت في الهراب
ماذا تقول لما تجيء ولا ترى ... من بادرات الموت بالنشاب قال: دع عنك هذا، وبرز رجل من الخوارج فقال: اخرج إليه، قلت: أنشدك الله في دمي أيها الأمير، إن هذا أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا، وأنا والله جائع ما تنبعث مني جارحة من الجوع، فأمر برغيفين ودجاجة، فأخذت ذلك وبرزت إلى الصف، فلما رآني الخارجي أقبل نحوي وتحدثنا، وقلت: إن معي زاداً أحببت أن تأكله معي وما أريد قتالك، فجعلنا نأكل على ظهور دوابنا والناس يضحكون، فلما استوفيناه ودعني، فلما انصرفت قلت لروح: قد كفيتك قرني فقل لغيري يكفيك قرنه. ثم خرج آخر إلى المبارزة فقال: اخرج إليه فقلت: