للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

" غلا هذا المغيربي " وقد قال في ذلك شيخ الإسلام بأفريقية الإمام العلم أبو عبد الله بن عرفة التونسي (١) :

شفاء عياض في كمال نبينا ... كواصف ضوء الشمس ناظر قرصها

فلا غرو في تبليغه كنه وصفه ... وفي عجزه عن وصفه كنه شخصها

وإن شئت تشبيهاً بذكر امارة ... بأصل ببرهان مبين لنقصها

وهذا بقول قيل عن زائغ إلا ... عياض فتبت ذاته عن محيصها ذكرهم له تلميذه البسيلي في تفسيره والمقري في " أزهار الرياض ". وفي حواشي البخاري لشيخ الجماعة بفاس أبي السعود عبد القادر الفاسي: " لم يقل بلزوم الذكر النبوي يعني في الصلاة دون غيره إلا ابن تيمية، قال الشيخ زروق: وهو مطعون عليه في العقائد، وذكر غيره أنه ظاهري يقول بالتجسيم، اه ". وإنما نقلنا لك هذا تصديقاً لما أشرنا له سابقاً من أن الناس غلوا فيه بين مكفر ومنبىء، وخير الأمور الوسط، فكل أحد يؤخذ من قوله ويترك، وترجمته واسعة في طبقات الحنابلة للحافظ ابن رجب فيها نحو كراستين وبها ختم.

أروي ما للإمام ابن تيمية المذكور من طريق الحافظ أبي الحجاج المزي عنه، وأروي ما له بأسانيدنا إلى السخاوي عن ابن الفرات عن ابن الجزري عن عايشة بنت محمد المقدسية عن الحافظ ابن القيم عنه وبأسانيدنا إلى إبراهيم ابن سليمان العلوي اليمني عنه، وبأسانيدنا إلى القاضي زكرياء عن النجم عمر ابن فهد عن الشيخ زين بن سليمان بن داوود بن عبد الله الموصلي الدمشقي عن الحافظ ابن رجب عن الحافظ شمس الدين محمد بن أبي بكر بن القيم الدمشقي عن الحافظ ابن تيمية، وبهذا السند إلى ابن رجب وابن القيم أروي ما لهما أيضاً.


(١) الأبيات في أزهار الرياض ٥: ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>