للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سنة في تفسير سورة نوح وكان بحراً لا تكدره الدلاء، اه ". ومن أبشع وأشنع ما نقل عنه رحمه الله قوله في حديث ينزل ربنا في الثلث الأخير من الليل " كنزولي هذا " قال الرحالة ابن بطوطة في رحلته (١) : " وشاهدته نزل درجة من المنبر الذي كان يخطب عليه ". وقال القاضي أبو عبد الله المقري الكبير في رحلته " نظم اللآلي في سلوك الأمالي " حين تعرض لشيخيه ابني الإمام التلمساني ورحلتهما: " ناظرا تقي الدين ابن تيمية وظهرا عليه وكان ذلك من أسباب محنته، وكانت له مقالات شنيعة من إمرار حديث النزول على ظاهره، وقوله فيه " كنزولي هذا "، وقوله فيمن سافر لا ينوي إلا زيارة القبر الكريم: لا يقصر، لحديث لا تشد الرحال، اه ". ونقله عنه حفيده أبو العباس المقري في أزهار الرياض (٢) وأقره مع أن تآليفه المتداولة الآن بالطبع ليس فيها إلا التوريك في مسألة إبقاء المتشابه على ظاهره، مع التنزيه والتنديد بالمؤولين، وهو على الإجمال مصيب في ذلك، وأما مسألة الزيارة فإنه انتدب للكلام معه فيها جماعة من الأئمة الأعلام، وفوقوا إليه فيها السهام، كالشيخ تقي الدين السبكي والكمال ابن الزملكاني وناهيك بهما، وتصدى للرد على ابن السبكي ابن عبد الهادي الحنبلي، ولكنه ينقل الجرح ويغفل عن التعديل، وسلك سبيل العنف والتشديد، وقد رد عليه وانتصر للسبكي جماعة منهم الإمام عالم الحجاز في القرن الحادي عشر الشمس محمد عليّ بن علان الصديقي المكي له " المبرد المبكي في رد الصارم المنكي " ومن أهل عصرنا البرهان إبراهيم بن عثمان السمنودي المصري سماه " نصرة الإمام السبكي برد الصارم المنكي " وكذا الحافظ ابن حجر له " الإنارة بطرق حديث الزيارة " وانظر مبحثاً من فتح الباري وامواهب اللدنية وشروحها.

ومن أشنع مانقل عن ابن تيمية أيضاً قوله في حق شفاء القاضي عياض (٣)


(١) رحلة ابن بطوطة: ٩٥ وأزهار الرياض ٥: ١١.
(٢) أزهار الرياض ٥: ١١.
(٣) أزهار الرياض ٥: ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>