للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبعض مشايخي الأبرار لاقى ... نبيُّ الله عيسى دون فرضِ

فقل لشيوخ مراكشْ هلموا ... بإنصافٍ لتصطحبوا بروض ومراده صاحب المنح فإنه أمن شيوخه عليه بفاس في هذه الصناعة.

وقسم المسلسلات من المنح اشتمل على نيف وثمانين مسلسلاً، وقسم الطرق أتى على أغلب الطرق المذكورة في رسالة العجيمي، وزاد عليه بعض الطرق المغربية والأندلسية، والكتاب كله في نحو خمس عشرة كراسة متوسطة. ومن الغريب أن شيخ الجامع الأزهر بمصر ونقيب الأشراف بها السيد أبا الحسن علي بن محمد البابلاوي المالكي رحمه الله ونعمه قال في " الأنوار السنيّة على رسالة الأمير الصغير في المسلسل بعاشوراء " (١) : " إن المنح كتاب جليل يقرب من حمل بعير كما قيل "، اهـ -. بلفظه. ومن عجيب الاتفاق أني أدركت زمن دخولي مصر الأول حياة الشيخ المذكور فدخلت عليه بمنزله وهو مريض مرض الموت بكتاب المنح هذا فأريته إياه، فاعتذر عنه بعض الحاضرين بأن سبب ذلك تقليد المؤلفين للطرر الغير الموثوق بها.

ومن اللطائف أني لما دخلت لمصر المرة الثانية وقفت بحانوت كتبي فأخرج لي قطعة من المنح البادية يعرضها للبيع جازماً بأنها جميع المنح، فرددته بأنها أكثر من ذلك فعاند، فأريته وصف مقدارها من رسالة السيد البابلاوي.

ومن طغيان القلم قول صاحب " عناية أولي المجد " (٢) في ترجمة صاحب المنح هذه: " انه كان ممتع الرواية جداً فأجازه من لا يحصى كثرة حسبما تضمنته فهرسته الجامعة النافعة " اه منها، مع أنك علمت مما سبق أنه إنما


(١) طبع هذا الكتاب بمصر سنة ١٣٠٥ في عشر صفحات (المؤلف) .
(٢) هو كتاب عناية أولي المجد بذكر آل الفاسي ابن الجد لأمير المؤمنين السلطان أبي الربيع سليمان بن محمد بن عبد الله العلوي، طبع بفاس سنة ١٣٤٧ (١٩٢٨) ؛ انظر الدليل: ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>