ترجم فيها من شيوخه خمسة عشر رجلاً بين مشرقي ومغربي، وكان في ذلك العصر أعلام في سائر الجهات أغفل الرواية عنهم. وعلى كل حال فالمنح هذه منح للمتأخرين لأنها جمعت جملة أسانيد الفاسيين بل المغاربة وأظهرتها في ثوب قشيب، واعتمدها المتأخرون وانتشرت وراجت أسانيدها وفرائدها.
وقد وقفت على ما يفيد إجازة مؤلفها بها لجماعة كالعلاّمة محمد الصغير الافراني المراكشي، وقفت على إجازته العامة له بتاريخ ١١٣١، والمؤرخ اللغوي المسند أبي عبد الله محمد بن الطيب الشركَي الفاسي المدني، والفقيه الناسك المعمر أبي محمد عبد الله بن الخياط القادري الفاسي المتوفى سنة ١١٩٨، ذكرها ولده عبد السلام في " التحفة القادرية "، والعالم العامل أبي عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن الشريف الجعدي الجزائري، كما وجد بخطه ونقل في ترجمته من " تعريف الخلف "(١) مؤرخاً بعام ١١٣٣، وأبي الوفاء عبد الخالق الندرومي كما وجدت ذلك في تاريخ أبي العباس أحمد الغزاوي المكناسي، وأبي حفص عمر لوكس التطواني، ومحمد بن عبد الله المغربي المدني، ومحمد بن عبد السلام بناني الفاسي، وولده حمدون، وأبي عبد الله جسوس، ومحمد بن عبد الله بن أيوب التلمساني المعروف بالمنور وغيرهم،
أما الافراني فلم نتصل باسانيدها من طريقه، ولا أعلم منه مجازاً إلاّ محمد ابن محمد السالك الجرني المراكشي، فقد وقفت على إجازة الافراني له بخطه وهي عامة بتاريخ سنة ١١٣٥ بالمنح البادية إثر نقله إجازات الافراني من مشايخه كصاحب المنح والحريشي وابن مبارك وابن رحال. نعم عندي جزء من المقطعات الشعرية للمنتوري بخط مؤلفه على أوله بخط الافراني المذكور
(١) وردت ترجمة الشريف الجعدي الجزائري في تعريف الخلف ٢: ٥٣٠ والنص المشار أليه ورد على الصفحة: ٥٣٢.