للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا في بيت المقدس، وفي يوم ختمه لشمائل الترمذي أنشد فيه عالم المدينة المنورة الآن الشيخ أبو عبد الله محمد العمري الجزائري المالكي قوله:

حللت حلول الغيث في البلد المحل ... إمام غياث الخلق بالرحب والسهل

وأحببت عبد الحي آثار من مضى ... من السلف الأخيار في القول والفعل

وشنفت آذاناً بذكر شمائل ... لخاتم رسل الله ذي المنطق الفصل

وأبديت من غر الفوائد جملة ... بها خلصت كل النفوس من الجهل

وصارت مثالا يحتذى لمدرس ... ونور هدى للطالبين إلى الفضل

فلا زلتم سفن النجاة لأمة ... تقلبها الآفات علوا الى سفل

ولا زال في الإسلام منكم دعائم ... بني المصطفى أهل الديانة والعدل وقد خضع له في الشرق رقاب، وأذعن له فحول لا يقعقع لهم بالشنان، أخذوا عنه واستجازوه إذ ذاك مع صغر سنه، ولأسانيده روجان عظيم في تلك الديار واعتبار كبير، لحد أنهم يحتجون بما يرويه أو ينقله في دروسهم وتصانيفهم إلى الآن. ووقع له من الإقبال في دمشق الشام ما أمست الركبان تتحدث به، وما زالت الألسن رطبة طيبة بذكر دروسه في المسجد الأموي يوم الجمعة، وقد أنشد الأديب المصقع الشيخ أبو الخير الطباع الدمشقي في الملأ العام من الذين خرجوا لتوديعه في محطة دمشق قوله مودعاً ومؤرخاً:

قد أشرقت جلق واحتلها الظفر ... مذ حل فيها لعمري ذلك القمر

بدر الكمال وشمس العارفين سنا ... وفرقد العلم من ألفاظه الدرر

تاج الشريعة (عبد الحي) سيدنا ... جعفي ذا العصر منه الدر ينتثر

وحين حل دمشقا قلت أرخ ألا ... أمست بكوكب عبد الحي تزدهر

<<  <  ج: ص:  >  >>