وفي عام ١٣٣٩ رحل إلى الجزائر وتونس والقيروان، فعرف في تلك الديار المأهولة بأهل العلم والإنصاف مقامه وفضله، وما زال تذكار أثر تلك الرحلة الواسعة تردده الأفواه، ودروسه وأماليه مرموقة بعين الحفظ والاهتمام.
وقرأ بالقيروان الرسالة والنوادر في ضريح مؤلفهما ابن أبي زيد، والملخص في ضريح مؤلفه القابسي، والمدونة في ضريح مؤلفها سحنون.
٢ - ثناء الكبار عليه واعترافهم بمحضيلته:
ناهيك في هذا الباب بتحلية شيخ الإسلام عبد الرحمن الشربيني له في تقريظه على رسالته الرحمة المرسلة المطبوع معها بمصر عام ١٣٢٣ بحافظ المغرب، وناهيك بها من مثله على بخله بالحلي ومزيد تثبته، وكثيراً ما ينقل عالم الديار المصرية الشيخ محمد بخيت المطيعي في تأليفه في الفونغراف (١) واصفاً له بالحافظ. وكذا وصفه شيخ المالكية بالأزهر الشيخ سليم البشري في إجازة له بالحافظ الضابط الثقة المتفنن. وكذا وصفه عالم مراكش وزعيم علمائها أبو عبد الله محمد بن إبراهيم السباعي عام ١٣٢. بالعالم الحافظ اللافظ. وأنشد فيه:
أمين على ما استودع الله قلبه ... فإن قال قولاً كان فيه مصدقاً وقال عنه بو صيري العصر وحسانه الشيخ أبو المحاسن النبهاني في وصاية به لمفتي يافا الشيخ أبي المواهب الدجاني جاء فيها: وهو (أي المترجم) يسمع بكم وبفضلكم ويعرف ترجمة أبيكم معرفة جيدة لا تقل عن معرفتنا به لأنه من أنجب أهل العصر، ولو قال لفظ (من) هنا زائدة لا يستبعد.
وقال فيه أيضاً الشيخ النبهاني في كتابه أسباب التأليف من هذا العبد