للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تستهجن ولا تستوحش منها النفس، كتسكين العين في جمع فَعْلَة بالألف والتاء حيث يجب الإتباع، كقول الشاعر١:

علَّ صروفَ الدهرِ أو دُولاتِها

يُدِلْننا اللمة مِنْ لماتِها

فتستريحَ النفسُ من زَفْراتِها٢

وهذا من أسهل الضرورات.

ومن الضرائر المستحسنة: صرف ما لا ينصرف، وذلك أن أصل الأسماء كلها الصرف. ومنه قول النابغة الذبياني:

فلتأتينك قصائدٌ وليركبن ... جيشٌ إليك قوادم الأكوارِ٣


١ لم أقف على اسمه.
٢ أبيات من مشطور الرجز. وقوله: "صروف الدهر" أي نوائبه. و "الدولة": التغير والانتقال من حال إلى آخر. يدلننا: ينصرننا. و "اللمة": الشدة. ونصبها هنا على نزع الخافض، أي: على اللمة.
انظر: معاني القرآن ٣/٩، ٢٣٥، اللامات ١٣٥، سر الصناعة ١/٤٠٧، الخصائص ١/٣١٦، الإنصاف ١/٢٢٠، لمع الأدلة ٨٢، رصف المباني ٣٢٢.
٣ البيت من "الكامل". من قصيدة يتوعد فيها الشاعر زُرْعة بن عمرو الكلابي؛ يتهدده بقصائد الهجو وبالحرب. "القوادم": جمع قادمة، والقادمة: مقدم الرّحْل. و "الأكوار": جمع كور، وهو رحل الناقة.
يقول: واللَّه لأغيرنّ عليك بقصائد الهجو ورجال الحرب. وجعل الجيش يدفع القوادم؛ لأنهم كانوا يركبون الإبل في الغزو حتى يحلوا بساحة العدو فينزلون عنها إلى الخيل، فجعل الجيش هو المزعج للإبل المتحركة، الدافع لها. والبيت في: الديوان ٩٩، الكتاب ٢/١٥٠، المقتضب ١/١٤٣، الأصول ٣/٤٣٦، المنصف ٢/٧٩، الخصائص ٢/٣٤٧، الإنصاف ٢/٤٩٠.

<<  <   >  >>