للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وكقول الآخر:

وقلبِ ودٍّ حال عن عهده ... والسيف ينبو بيد الشاري

وكقول الآخر:

لقاء الأسد أهون من لقاه ... إذا التحكيم يسهر بالأصل

فهذه زيادة قاسم بن سيار.

فأما حميد فإنه قال: الشدة الأولى التركي فيها أحمد أثراً، وأجمع أمراً، وأحكم شأنا؛ لأن التركي من أجل أن تصدق شدته ويتمكن عزمه، ولا يكون مشترك العزم ولا منقسم الخواطر، قد عود برذونه ألا ينثنى وإن ثناه، أن يملأ فروجه للأمر يديره مرة أو مرتين، وإلا فإنه لا يدع سننه، ولا يقطع ركضه. وإنما أراد التركي أن يوئس نفسه من البدوات، ومن أن يعتريه التكذيب بعد الاعتزام، لهول اللقاء، وحب الحياة؛ لأنه إذا علم أنه قد صيَّر برذونه إلى هذه الغاية حتى لا ينثني ولا يجيبه إلى التصرف معه إلا بأن يصنع شيئاً بين الصفين فيه عطبه، لم يُقدم على الشدة إلا بعد إحكام الأمر، والبصر

<<  <  ج: ص:  >  >>