للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

بالعورة. وإنما يريد أن يشبه نفسه بالمُحرج الذي إذا رأى أشد القتال لم يدع جهدا ولم يدخر حيلة، ولينفيَ عن قلبه خواطر الفرار، ودواعيَ الرجوع.

وقال: الخارجيُّ عند الشدة إنما يعتمد على الطِّعان، والأتراك تطعن طعن الخوارج، وإن شدَّ منهم ألف فارس فرموا رشقاً واحداً صرعوا ألف فارس، فما بقاء جيش على هذا النوع من الشدة! والخوارج والأعراب ليست لهم رماية مذكورة إلى ظهور الخيل، والتركيُّ يرمى الوحش والطي، والبرجاس، والناس والمجثَّمة، والمثل الموضوعة، ويرمى بعشرة أسهم قبل أن يفوق الخارجي سهماً واحداً، ويركض دابته منحدراً من جبل، أو مستفلاً إلى بطن واد بأكثر مما يمكن الخارجي على بسيط الأرض.

وللتركيِّ أربعة أعين: عينان في وجهه، وعينان في قفاه. وللخارجيِّ

<<  <  ج: ص:  >  >>