وحدّثنى هارون بن عبد الله المهلبى قال حدّثنى نصر بن على بن عبد الله عن أبيه- وكان أبوه «١» قرين سيبويه- قال سمعت الخليل بن أحمد يقول:
أفصح الناس أزد السّراة.
وحدّثنى هارون عن نصر بن علىّ عن الأصمعى قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: أفصح الناس سافلة قريش وعالية تميم، قال: وكنا نسمع أصحابنا يقولون:
أفصح الناس تميم وقيس وأزد السّراة وبنو عذرة.
وحدّثنى علىّ بن القاسم الهاشمىّ قال: رأيت قوما من أزد السراة لم أر أفصح منهم، وكانوا يلبسون الثياب المصبّغة، قلت لأحدهم: ما حملك على لبس المصبّغ؟ قال: ابتغاء الحسن.
وحدّثنى على بن القاسم عن أبى قلابة الجرمىّ «٢» قال: رأيت قوما من بنى الحارث ابن كعب لم أر أفصح منهم. وفى الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد عليه الوفود فأقرأ الأخماس «٣» كلّ خمس على لغته فكان أعرب القوم تميم. وعنه عليه السلام أن عمر بن الخطاب قال له: ما رأيت أفصح منك، قال:«بيد أنّى من قريش ونشأت فى بنى بكر بن سعد بن هوازن» . ويروى غير «بيد أنّى» ، «من أجل أنّى» .
قال أبو العباس: وكلّ عربىّ لم تتغيّر لغته فصيح على مذهب قومه، وإنما يقال:
بنو فلان أفصح من بنى فلان، أى أشبه لغة بلغة القرآن ولغة قريش، على أن القرآن نزل بكل لغات العرب. ويروى عن ابن عباس أنه قال: كنت لا أدرى ما الفتّاح حتى سمعت ابنة ذى يزن تقول لخصم لها: هلّم فاتحنى، أى حاكمنى، فعلمت أن الحاكم