للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويروى أنه قال [له] يوما: أيّما خير لك: أنا أم علىّ؟ فقال: ذاك خير لدينى، وأنت خير لدنياى. وكان يسبغ جائزته إذا وفد عليه.

وحدّثنى الزيادىّ قال: لما بنى معاوية الخضيراء دخل إليها ومعه عمرو بن العاص، فأخذ يفتح بابا بابا، ويقول: هذا اتخذناه لكذا، وهذا بنيناه لكذا، فرأى فى بعض الأبنية غلاما يفجر بجارية من جواريه، فقال: وهذا اتخذناه ليفجر فيه غلماننا بجوارينا، وحلم عن الغلام والجارية ولم يعاقبهما.

ويروى أن كسرى أنو شروان لما قتل بزرجمهر بعث إلى ابنته، فلما بعث إليها غطّت رأسها، فقالت: هيبتى لك فى وفاته، كهيبتى لك فى حياته، وكذا كنت أفعل، فقال: اخطبوها لى، فقالت: انظروا إلى ملك يقتل وزيرا لا يجد له عوضا، ويصيّر بينه وبين فراشه موتورة «١» بأبيها! فدعا بجوهر فحشا [به] فاها.

ويروى أنّ رجلا قال للرشيد: إنى أريد أن أعظك وأغلظ لك فى القول، فقال الرشيد: يا هذا ليس ذاك لك، قد بعث الله من هو خير منك إلى من هو شرّ منى، فأمره أن يقول له قولا لينا.

[باب الشكر للصنائع]

يروى من غير وجه سمعنا أن علىّ بن أبى طالب رضوان الله عليه قال:

لا يزهّدنّك فى المعروف من لا يشكرك عليه، فقد شكرك عليه من لم يستمتع منك بشىء، وقد يدرك من شكر الشاكر أكثر مما أضاع منه الكافر. وكان من دعائه:

الحمد لله أحمده معترفا بالتقصير فى شكره، وأستغفره طامعا فى عفوه، وأتوكّل عليه فاقة إلى كفايته. وكان يقول: لا تكونّن كمن يعجز عن شكر ما أوتى، ويطلب

<<  <   >  >>