قال الرشيد: إى والله! وأمر له بجائزة، فقبضها وخرج. قال يحيى: فخرجت خلفه لأعطيه أنا أيضا فلم ألحقه.
ويروى أنّ حفصا الأموىّ- وكان هجّاء لبنى هاشم مطنبا فى ذكر مثالبهم- لم يشعر به عبد الله بن علىّ بن العباس «١» إلا هو واقف على رأسه وهو لا يعرفه، فقال له: من الرجل؟ قال: حفص الأموىّ، قال: أأنت الذى لم تزل مطنبا فى هجاء بنى هاشم وثلبهم؟ فقال: ليس كل ما بلغك أيها الأمير حقا، ولكنى الذى أقول:
وكانت أميّة فى ملكها ... تجور وتكثر عدوانها
فلما رأى الله أن قد طغت ... ولم يطق الناس طغيانها
رماها بسفّاح آل الرسول ... فجدّ بكفّيه أعيانها
فقال له: اجلس، فجلس، ثم دعا عبد الله بالطعام فتغدّى معه، ثم نظر إلى عبد الله وهو يسارّ خادما له، فخاف على نفسه، فقال: أيها الأمير، إنى قد تحرّمت بطعامك