يقول الميمنى: وتمّ نسخة من نسخة جلبتها مصوّرة من إستنبول لتمثّل للطبع بمنزلى فى عليكرة يوم السبت (خامس ذى القعدة الحرام سنة ١٣٥٦ هـ- ٨ يناير سنة ١٩٣٨ م) . ثم أكملت التعليق فى ٣١ من يناير المذكور.
وقع بصرى فى بعض تطوافى بخزائن إستنبول فى خزانة أسعد أفندى من مكاتب السليمانية على نسخة منزوية فى المجلّد رقم ٣٥٩٨ فيها (أمثال الضبى) ، وهذا الكتاب و (الطراز الأسمى) ، ولكل ساقطة- كما قيل- لاقطة، فخالجنى الارتياب أن كلام الناسخ فى الخاتمة:«كمل كتاب فاضل المبرد» ربما تكون كلمة «الفاضل» فيه صفة للمبرّد قدمها الناسخ على طريقة العجم، وسرعان ما زال بعد قراءة فصول منه لأنى كنت أحفظ فى ريعان الشباب معظم (الكامل) ، فجزمت بأنه ليس به ألبتّة وإن لم أكن أذكر للمبرّد تأليفا بهذا الاسم.
فصوّرته وجلبته فيما جلبته. ولمّا نقّبت عنه فى كتب التراجم وغيرها بعد رجوعى لم أجد أحدا يكون يعرفه غير ابن النديم ص ٥٩ باسم (كتاب الفاضل والمفضول) . وأما ناسخ نسختنا فإنه لم يذكر الاسم إلا فى الخاتمة.
هذا ورأيت فى (جمهرة العسكرى ٢٢٠، ٢: ٣٧٨ لطبعتيه) فى المثل «لا ترضى شانئة إلا بجزرة» تفسير المبرد عن أم الهيثم، ولعله عن هذا الكتاب فانه لا يوجد فى (الكامل) ألبتّة.
والنسخة بقطع وسط، ومسطرتها ١٩ سطرا فى الغالب، وصفحاتها ١٠١ يدلّ خطها وورقها أنها لا تجاوز القرن الثامن. والله أعلم. وهى مصحّفة ومحرّفة للغاية، تدل على جهل الناسخ بالعربية، فلم أتبعه فى كل ما أثبته، ورجعت بكلّ شىء إلى أصله، ولم أدلّ على ذلك إلّا نادرا، وظهر لى أن فى الكتاب خرما