وحدثنى الرياشىّ قال: سمعت الأصمعى يقول قال أبو عمرو: عاش المستوغر «١» ابن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم عشرين وثلاثمائة سنة. وزعموا أن سعدا تناسلت فى شيبه. وسمعت ابن العجاج قال: مرّ المستوغر بن ربيعة يقود ابن ابنه بعكاظ، فقيل: من ذا؟ قال: ابن ابنى، قالوا: وما رأينا كاليوم فى الكذب مثلك قط، لو كنت المستوغر ما زاد، قال: فأنا المستوغر. وفى حديث آخر: فلما رأوه يقوده ظنّوا أنه أبوه فقالوا: ارفق به فطالما رفق بك، فقال: إنه ابن ابنى.
ويروى من غير وجه أن معاوية قال لجلسائه: أشتهى أن أرى رجلا قد لقى الناس، وسمع الأعاجيب، ورأى من كان قبلنا يحدّثنا عن زمانه، وأين زماننا مما مرّ عليه.
فقيل له: ذاك رجل بحضرموت، فأتى به، فأقبل عليه فقال له: ما اسمك؟ قال: أمد، قال ابن من؟ قال: ابن أبد، قال: كم أتى عليك من السنّ؟ قال: ثلاثمائة وستون سنة، قال: كذبت، وتشاغل عنه بغيره. ثم أقبل عليه فقال له: ما اسمك؟ قال:
أمد، قال: ابن من؟ قال: ابن أبد، قال: كم أتى عليك من السنين؟ قال:
ثلاثمائة وستون سنة، قال: فحدّثنا عما رأيت من الأزمنة، أين زماننا منها؟ قال:
وكيف تسأل رجلا يكذب؟ قال: أحببت أن أعرف مقدار عقلك، قال: يوم شبيه بيوم، وليلة شبيهة بليلة، ولد مولود، ووالد مفقود، فلولا من يولد لم يبق على ظهرها أحد، ولولا من يموت لم يسعهم بلد، قال: ما كانت صناعتك؟ قال:
كنت تاجرا، قال: فما بلغت فى تجارتك؟ قال: كنت لا أشترى غبنا، ولا أردّ ربحا، قال: سلنى حاجتك، قال: أسألك أن تدخلنى الجنة، قال: ليس ذاك إلىّ، قال: فأسألك أن تردّ إلىّ شبابى، قال: ولا ذاك إلىّ. قال: