وحدّثنى الرياشىّ عن الأصمعىّ قال: ناظرنى المفضّل عند عيسى بن جعفر فأخطأ أو صحّف، فجعل يصيح ويشغب، فقلت له: أصب، وليكن كلامك كلام النمل، لو صحت إلى النشور ما نفعك.
وحدّثنى التّوّزىّ قال: شهدت الأصمعىّ فقرأ عليه رجل: ما فى بعيرى هاتّة فجوّزها له، ومضى الرجل، فرددت على الرجل فقلت: إنما هى هانّة «١» ، والهانّة الشّحم، فسكت الأصمعى وما أجابنى بحرف.
قال: وشهدته أيضا- وقرأ عليه رجل: ما سمعنا العام قابّة- قال الأصمعىّ:
يريد صوت الرعد، من القبيب «٢» ، فقلت له: إنما قابّة قطرة من المطر، يقال:
ما سمعنا العام قابّة، أى قطرة مطر- وكان كيسان «٣» ، وابن أبى يحيى الغنوىّ حاضرين فوافقانى- فسكت الأصمعىّ.
وحدّثنى عن أبى عمرو الشّيبانىّ قال: كنا بالرّقّة فأنشد الأصمعىّ:
عننا «٤» باطلا وظلما كما تع ... نز «٥» عن حجرة الرّبيض الظّباء