وقال عمر بن عبد العزيز: ثلاث من كنّ فيه فقد كمل: من إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحقّ، وإذا رضى لم يدخله رضاه فى الباطل، وإذا قدر عفا وكفّ.
ويروى أن وفودا دخلت عليه، فتحفّز فتى منهم للكلام، فقال عمر: كبّروا، أى ليتكلّم أكبركم، فقال الفتى: إن قريشا ليرى فيها من هو أسنّ منك.
فأطرق عمر ثم قال: تكلم يافتى.
وقال الشعبىّ: ما رأيت رجلا أفهم إذا حدّث، ولا أنصت إذا حدّث، ولا أحلم إذا خولف من عبد الملك.
وقال المدائنىّ: شتم رجل المهلّب بن أبى صفرة فلم يردد عليه، فقيل له:
لم حلمت عنه؟ قال: لم أعرف مساويه، وكرهت أن أبهته «١» بما ليس فيه.
وشتم رجل فقال الرّجل لشاتمه «٢» : يا هذا، ما ستر الله عليك من عورتى أكثر، وأنشد «٣» :
لن يدرك المجد أقوام وإن كرموا ... حتى يذلّوا وإن عزّوا لأقوام
أو يشتموا فترى الألوان مشرقة ... لا صفح ذلّ ولكن صفح أحلام
وكان يقال: العقوبة ألأم حالات ذوى القدرة. وقال جعفر بن محمد: لأن أندم على العفو أحبّ إلىّ من أن أندم على العقوبة. وقال أمير المؤمنين عليه السلام:
أوّل ما عوّض الحليم من حلمه أن الناس أنصاره. وأنشد الشعبىّ:
ليست «٤» الأحلام فى حال الرّضا ... إنما الأحلام فى حال الغضب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute