للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّار} ، فابتدأ بتفصيل أحوال الأشقياء؛ لأنه ابتدأ بذكرهم أولا.

قال: ومن ذلك قول أبي تمام:

وكان لهم غيثا وعلما فمعدم ... فيسأله أو باحث فيسائله

وقول علي بن جبلة:

فتى وقف الأيام بالسخط والرضا ... على بذل عرف أو على حد منصل١

أقول: إنه سها في إدخال بيت علي بن جبلة في جملة هذه الأمثال؛ لأن الشاعر لما فسر قدم بذل العرف وهو المراد بالرضا وأخر حد المنصل، وهو المراد بالسخط، وهما في صدر البيت على خلاف هذا الترتيب، ولكن هذا نظير قوله تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} ٢.

١٤٣- قال المصنف: وفيما يؤخذ على الأعشى قوله:

وما مزبد من خليج الفرا ... ت جون غواربه تلتطم

بأجود منه بما عونه ... إذا ما سماؤهم لم تغم


١ المثل السائر: ٣/ ١٧٥.
٢ سورة آل عمران: ١٠٦.

<<  <   >  >>