للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هذا ينبغي أن يكون في كتاب لغوي كالفصيح لثعلب أو تهذيب اللغة للأزهري، وكان الواجب حيث ذكر الشامل أن يذكر ما يناسبه كالهداية لابن الباقلاني وإذ ذكر الاقتصار ضم إليه ما يجري مجره كالإرشاد للجويني، وهذا يدل على أنه قد سمع بهذين الكتابين سماعا ولم يرهما عيانا.

١٣٢- قال المصنف: فأما المطابقة فهي اصطلاح أهل هذه الصناعة على أنها الجمع بين الشيء وضده، كالليل والنهار، والسواد والبياض.

قال: ولا أعلم من أي شيء اشتقوا هذا الاسم، ولا وجة مناسبة بينه وبين مسماه، ولعلهم قد علموا لذلك مناسبة لطيفة لم نعلمها نحن١.

أقول: الطبق في اللغة المشقة قال الله سبحانه: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق} ٢ أي مشقة بعد مشقة، فلما كان الجمع بين الضدين على الحقيقة شاقا بل متعذرا، ومن عادتهم أن تعطي الألفاظ حكم الحقائق في نفسها توسعا سموا كل كلام جمع فيه بين الضدين مطابقة.

١٣٣- قال المصنف: فأما ترتيب التفسير فمثل قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَة} فقد الليل ثانيا لما قدمه أولا٣، وقوله تعالى: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ،


١ المثل السائر: ٣/ ١٤٣.
٢ سورة الأحقاف: ١٩.
٣ {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} سورة الإسراء: ١٢.

<<  <   >  >>