قال مسلم بن قاسم القرطبي، وهو من أقران الدارقطني, في تاريخه عند ذكر مسلم:"لم يضع أحد مثله" وهذا محمول على حسن الوضع، وجودة الترتيب، وسهولة التناول، فإنه جعل لكل حديثا موضعا واحدا يليق به، جمع فيه طرقه التي ارتضاها واختار ذكرها، وأورد فيه ألفاظه المختلفة، بخلاف البخاري فإنه يذكر الطرق في أبواب متفرقة, ويورد كثيرا من الأحاديث في غير الأبواب التي يتبادر إلى الذهن أنها تذكر فيه.
وقد وقع بسبب ذلك لناس من العلماء أنهم نفوا رواية البخاري لأحاديث هي موجودة فيه، حيث لم يجدوها في مظانها السابقة إلى الفهم. (توجيه النظر ص ١٢٣) .
لهذا كان ترتيب صحيح مسلم هو الترتيب الذي توخيته وارتضيته, فأخذت منه أسماء كتبه وأبوابه مع أرقامها، وأخذت من صحيح البخاري نص الحديث الذي وافقه مسلم عليه.
وبينت عقب سرد كل حديث موضعه من صحيح البخاري بذكر اسم الكتاب وعنوان الباب مع أرقامها.