الكتاب: الجواهر الغوالي في ذكر الأسانيد العوالي - مخطوط
المؤلف: محمد البديري الدمياطي الشافعي
المتوفى: ١١٤٠ هـ
//٢//
بسم الله الرحمان الرحيم
وثقتي به
الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده شكرا، حمدا لمن رفع للعلماء بالسند العالي قدرا، وأنار منارهم فازدادوا بعزه عزا وفخرا فهنالك سعوا في تحصيله مسرعين منيبين إليه سرا وجهرا، ونالوا بسلوك مناهجه روضة المعاني مع حرز الأماني تيسيرا ونشرا، وزينوا القرآن بتجويدهم حروفه وقاموا بذلك لله تعالى خدمة وشكرا، وانجلت عليهم عن أيسر خبايا التفسير منذ رفعوا نقابا وكشفوا سترا فلله درهم فكم تزوجوا خدرا وكم افتضوا بكرا // ٣// فكيف لا وقد اغترفوا بمعالم التنزيل وخازن الكشاف من البحر نهرا، وذكروا أحاديث الحبيب فطابت لهم سماعا وذكرا، واعتنوا بها نقلا وضبطا ورواية ودراية وأنفقوا في ذلك عاما ودهرا، ومن أعظم إعتنائهم أن سافر أحدهم لحديث واحد شهرا، فسبحان من زادهم بذلك وبقرب السند قربا وفخرا، ونولهم من فضله تعالى كشف الغوامض حتى اتضح لهم كل مشكل غامض بعد أن كان عسرا، وسبحان من بصرهم بتبصرة تذكرته وكفاية كافيته فقاموا بالطاعة له شكرا، وصفاهم بصفوة الخلاصة وشفاهم بشفاعته من الخصاصة فلم يشكوا شيئا ولاضرا، ولهذا صاروافي قصب ميدان التوحيد يتسابقون على خيل أهل لاالسنة فرسا ومهرا، وفي مقاصد جوهرة عقائد أم البراهين يتنافسون وفي ذلك //٤ // فليتنافس المتنافسون عمرا، وحموا أذهانهم عن الخطأ بمنطق قضايا يقين البراهين فلا تجد بحماهم نكرا، وأتحفوه ببديع معاني الإستعارات عند حلول الشمس برج الحمل ويكون الطالع سعيدا بدرا.
أحمده سبحانه حمدا يملأ الخافقين مدة دوام الملوين برا وبحرا على أن جعل العلوم النافعة كلها شريفة وجعل العمل بها مهرا، وأسكره شكرا تتضوع به روضة الثناء عليه وتفوح به لديه ندا وعطرا.