وَالدَّوَاب وكل من فِيهِ نفع. فَمن ملك أَرضًا مليحة أَو زَرعهَا: نَالَ فَائِدَة مِمَّن ذكرنَا. وَأما من زَالَت الأَرْض من تَحْتَهُ فَارق من ذكرنَا. قَالَ المُصَنّف: دلّت الأَرْض على الْأَبَوَيْنِ لكَون الْإِنْسَان خلق مِنْهَا، وعَلى الزَّوْجَيْنِ لأجل الْحَرْث وَالْوَطْء كَالنِّكَاحِ، والنبات مِنْهَا كَالْوَلَدِ، وعَلى المعايش والفوائد لانتفاع النَّاس والمخلوقات عَلَيْهَا وَبهَا، وعَلى الدَّوَابّ كَذَلِك، وتباع كالدواب، وَلمن عبر فِيهَا على السّفر فَإِن كَانَ مَرِيضا فَهُوَ سفر للآخرة، وَإِن كَانَ سليما فَهُوَ سفر فِيهِ من الْخَيْر وَالشَّر على قدر مَا وجد فِيهَا، وَرُبمَا دلّ ذَلِك على الأَرْض وَالشَّجر وضيق النَّفس فَافْهَم ذَلِك.
[٦٣] وَأما إِن صَارَت حجرا أَو حديداً أَو خشباً أَو شَيْئا لَا ينْبت: دلّ على تلاف زرعه، وَبطلَان معيشته، أَو يأس من حمل زَوجته، وَرُبمَا مَاتَ أحد أَبَوَيْهِ أَو أَقَاربه، أَو وَقع دوابه عيب، لكَون الأَرْض صَارَت فِي صفة لَا تَنْفَع كنفعها غَالِبا. قَالَ المُصَنّف: إِذا صَارَت حجرا وَنَحْو ذَلِك مِمَّا لَا نفع فِيهِ أعْطى مَا ذَكرْنَاهُ، وَأما إِن نفع كَرجل حجار رأى أَن الأَرْض صَارَت حديداً ينْتَفع بِهِ قلت: تتحول صنعتك إِلَى عمل الْحَدِيد أَو بَيْعه وتنتفع مِنْهُ وتربح، فَجرى / ذَلِك. وَآخر يضْرب اللَّبن قَالَ: رَأَيْت كلما ضربت لَبَنًا يصير خشباً، قلت: تصير نجاراً أَو تتجر فِي الْخشب أَو الشّجر، فكر أَنه انْتقل إِلَى ذَلِك وَأفَاد مِنْهُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute