وَالْمَرَض فِي هبوب ريَاح ردية وَرُبمَا كَانَ من أكل شَيْء مفسود، وَإِن جعلته من الْحداد فَرُبمَا كَانَ الوباء وَالْمَرَض بحمايات حادة خُصُوصا إِن كَانَ ذَلِك فِي الصَّيف، وَإِن جعلته من الْبحار وَنَحْوهَا فَيكون الوخام وَالْمَرَض من الْمِيَاه أَو مَا يخرج مِنْهَا كالسمك وَمَا يُؤْكَل من الْمِيَاه. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أَن رغيفاً أتلف لي طاحونة وَكسرهَا، قلت لَهُ: يتْلف ضرسك بحصاة تكون فِي الْخبز، فَعَن قَلِيل جرى ذَلِك، لِأَن الضرس طاحون. وَقَالَ آخر: رَأَيْت جزاراً ضَرَبَنِي فِي فمي بِيَدِهِ؛ أدماه، قلت: يتألم فمك بسكين أَو سيف، فَعَن قَلِيل شال لحْمَة على رَأس سكين وأدخلها فِي فَمه فجرحته فِي لِسَانه جرحا درياً. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن فِي فمي فرناً توقد النَّار فِيهِ، قلت لَهُ: تَأْكُل أَو تشرب شَيْئا حاراً ويؤلمك ألماً شَدِيدا، فَجرى ذَلِك. وَمثله قَالَ صَغِير: رَأَيْت أَن فِي فمي فرناً وبلعته، قلت لَهُ: أَنْت فِي صغرك تلعق المداد وَفِي كبرك ترزق من عمل الْخبز، فَكبر وَصَارَ خبازاً. فَافْهَم ذَلِك.
( [بَاب: ٩] الْبَاب التَّاسِع)
(فِي الملابس)
[١٥٣] كل من لبس مَا لَا يَلِيق بِهِ: فَهُوَ شهرة ردية فِي حَقه. والملابس: للعزاب من الرِّجَال نسَاء، وَلِلنَّاسِ رجال. وملابس الشتَاء فِي الصَّيف، أَو لمن مَرضه بالحرارة: دَالَّة على الهموم، والديون، وَطول مَرضه. كَمَا أَنهم فِي الشتَاء، أَو لمن مَرضه بالبرودة: جيد.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute