وَالدَّوَاب لَهُ، لِأَن عُمُوم مَا يُؤْكَل لَيْسَ بحامض، وَلَا يَعْنِي إِلَّا ذَلِك، وَأكْثر مِنْهُ حلاوة. وَإِنَّمَا صَار الحامض ردياً لكَونه لَا يُؤْكَل غَالِبا إِلَّا بِوَاسِطَة، لِأَنَّهُ بِمُجَرَّدِهِ تنفر النُّفُوس مِنْهُ ويضر الْأَبدَان، فَصَارَ ردياً. وَإِنَّمَا لم يذكر المر والمالح لِأَن ذَلِك لَا يُؤْكَل إِلَّا أَوْقَات الضَّرُورَة لأَنا لما علمنَا أَن الحامض ردياً مَعَ اسْتِعْمَال النَّاس لَهُ عرفنَا أَن ذَلِك أولى بالرداة فَافْهَم ذَلِك.
[٧٥] فصل: كل مَا بَيْننَا وَبَينه حجاب فَفِيهِ من الصعوبة على قدر حجابه، فعلى هَذَا التِّين وَالْعِنَب والإجاص والتفاح والجميز وأمثالهم: رزق لَا نكد فِي أَوله وَلَا آخِره، والحلو من المشمش والخوخ والقراصيا وشبههم: أَولهَا سهل وَآخِرهَا تَعب والموز وَالرُّمَّان والفستق والجوز واللوز وَجوز الْهِنْد وَنَحْوهم: فأرزاق أَولهَا تَعب وَآخِرهَا هنيء، وَبَعضهَا أتعب من بعض على قدر قُوَّة حجابة، وَأما الأترنج فأوله نكد لمرارة أَوله ووسطه رزق هني لحلاوته، وَآخره نكد لحموضته.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute