فسكرت مِنْهُ، قلت لَهُ: تتنكد بِمَرَض فِي رَأسك أَصله صفراء. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن نَخْلَة ضربتني فسكرت من ضربتها، قلت لَهُ: يَقع فِي رَأسك سهم نشاب أَو حجر فتتنكد مِنْهُ، فَجرى ذَلِك. وعَلى هَذَا فقس.
[١٩٣] وَأما السكر من خوف الله تَعَالَى، أَو قِرَاءَة قُرْآن، أَو سَماع موعظة: فدال على الْعِبَادَة، والرفعة. قَالَ المُصَنّف: دلّ السكر من خوف الله تَعَالَى وَقِرَاءَة كَلَامه الْعَزِيز واستماعه الموعظة على الْعِبَادَة والرفعة لاشتغال الْبَاطِن وحجب الظَّاهِر عَن أُمُور الدُّنْيَا، وَيدل على الرَّاحَة، وَقَضَاء الدُّيُون، وتوبة الْفَاسِق، والإنتقال من دين إِلَى دين أحسن مِمَّا هُوَ عَلَيْهِ فِي حق الْكَافِر، وَيدل فِي ذَلِك أَيْضا على أَنه قَالَ لي بعض المتعبدين: رَأَيْت أنني سَكرَان من خوف الله تَعَالَى وَأَنا أتواجد، قلت: تزداد عبَادَة وَبرا ويتجدد لَك فِي اعتقادك أحسن مِمَّا كنت عَلَيْهِ، قَالَ: صَحِيح، قلت: وتوت شَهِيدا، فَمَاتَ قتل الْكفَّار فِي سَبِيل الله تَعَالَى. وَمثله رأى آخر، قلت: يَأْتِي إِلَيْك أحد نواب الْمُلُوك ويعطيك رَاحَة من الدُّنْيَا تبقى فرحان بهَا، فَجرى لَهُ ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني اقْرَأ {تِلْكَ الدَّار الْآخِرَة نَجْعَلهَا للَّذين لَا يُرِيدُونَ علوا فِي الأَرْض وَلَا فَسَادًا} وَأَنا سَكرَان من قرائتها، قلت لَهُ: أَنْت رجل مُتَوَلِّي، وَلم أَمْلَاك ودور، وَقد تحدثت أَنْت وشخص مِمَّن يَتْلُو الْكتاب الْعَزِيز فِي أَن تتْرك الْولَايَة، وَتوقف أحسن أملاكك، قَالَ: نعم، قلت: وَصفَة الْفَقِيه مصفر اللَّوْن طَوِيل الْقَامَة، واسْمه سُلَيْمَان، قَالَ: نعم، وَهُوَ يصنع المراوح، قَالَ: نعم، وَكَانَ دَلِيله أَن الْمُتَّقِينَ غَالِبا عِنْدهم خوف، وَفِي وَجه الْخَائِف أبدا إصفرار، وَكَونه طَوِيل الْقَامَة لِأَن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute