للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَالَ المُصَنّف: وَرُبمَا دلّ وطيء الدبر على ضيَاع المَال فِيمَا لَا فَائِدَة فِيهِ، وعَلى تلاف مَا يبذره أَو يغرسه، لكَون النُّطْفَة وَقعت فِي مَكَان لَا ينفع. وَقَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني أَطَأ فِي الدبر وآكل مِمَّا يخرج مِنْهُ، قلت: أَنْت صنعتك كنس المراحيض، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أَطَأ دبرا وَانْقطع ذكري فِيهِ، قلت: يَقع لَك ولد فِي مرحاض، فَكَانَ كَذَلِك. فافهمه.

[٢٢٠] فصل: وَأما الْمُسَاحَقَة بَين النِّسَاء: فَهِيَ كوطيء الذّكر للذكور؛ يحسن كل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَى من لَا ينفع مَعَه ذَلِك، أَو يطلع كل وَاحِد مِنْهُمَا على عيب الآخر، أَو تقع بَينهمَا خُصُومَة. وَأما التَّزْوِيج - بِغَيْر ملاهي وَلَا لعب -: فَخير وَفَائِدَة، على قدر حسن الزَّوْجَة. قَالَ المُصَنّف: إِنَّمَا دلّت الْمَرْأَة على الدُّنْيَا لِكَثْرَة ميل النَّاس إلَيْهِنَّ، وَكَذَلِكَ الزَّوْج للْمَرْأَة. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني تزوجت امْرَأَة وَحْشَة وَعَلَيْهَا ثوب أصفر، قلتك تغرم فِي شَيْء للصبغ. وَقَالَت امْرَأَة: رَأَيْت أنني تزوجت رجلا قَبِيح المنظر وَعَلِيهِ زردية، فَقلت: يحصل لَك نكد مِمَّن يُقَاتل أَو من حداد، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني تزوجت امْرَأَة مليحة، قلت: أَنْت مشتغل بِالآخِرَة، قَالَ: نعم، قلت: ستترك / الْعِبَادَة وتشتغل بالدنيا، فَكَانَ كَذَلِك.

<<  <   >  >>