وَيخْتَلف باخْتلَاف الْأَمَاكِن. فَإِن التعري فِي الْحمام، وَفِي الْمَكَان الْمُعْتَاد فِيهِ " جيد. للْعَادَة. وَهُوَ فِي غَيره من مجامع النَّاس: رَدِيء، وشهرة دونه. خُصُوصا إِن كَانَ مَكْشُوف الْعَوْرَة. وَيخْتَلف باخْتلَاف عادات النَّاس. فَإِن حلق اللِّحْيَة، أَو الرَّأْس، عِنْد من يستحسن ذَلِك: خير، وَذَهَاب نكد. كَمَا أَن ذَلِك: نكد، وخسران، عِنْد من يكرههُ. وَيخْتَلف باخْتلَاف المعايش، والأرزاق، فَإِن لبس القماش الْوَسخ، أَو المرقع، أَو الْعَتِيق، للطباخين، والوقادين، وأمثالهم: دَال على إدرار مَعَايشهمْ. لأَنهم لَا يلبسُونَ ذَلِك إِلَّا وَقت مَعَايشهمْ. وَهُوَ رَدِيء فِي حق من سواهُم. كَمَا أَن لبس النَّظِيف: يدل على بطلَان معيشتهم. لكَوْنهم لَا يلبسونه إِلَّا أَوْقَات بطالتهم. وَهُوَ، والرائحة الطّيبَة، لغَيرهم: رفْعَة، وَخير. وَطيب قلب، وثناء جميل، فِي حق من سواهُم. وَيخْتَلف باخْتلَاف الْأَمْرَاض. فَإِن الحلاوات لأرباب الْأَمْرَاض الحارة: طول مرض، ونكد. وَهُوَ: جيد لأَصْحَاب البرودات. كَمَا أَن الحامض، لَهُم: جيد. ونكد لأَصْحَاب البرودات. وَيخْتَلف بِالْمَوْتِ والحياة. فَإِن لبس الْحَرِير، أَو الذَّهَب: مَكْرُوه، لمن لَا يَلِيق بِهِ من الرِّجَال. وَهُوَ على الْمَيِّت: دَلِيل على أَنه فِي حَرِير الْجنَّة. وَيخْتَلف باخْتلَاف الْفُصُول. فَإِن الشَّجَرَة فِي إقبال الزَّمَان: خير، وَفَائِدَة / مقبلة. وَكَذَلِكَ ظلها فِي زمن الْحر. وَيدل على النكد فِي غير
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute