للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان ذلك لاشتغاله فى التحصيل، وترك طريقة والده،. وفى يوم من الأيام اجتمع والده مع الشيخ العارف بالله شمس الدين من خلفاء شمس الدين البخارى، قدس سره، فرأى الشيخ المزبور حاله في غاية الذل، فسأل (١) والده عن السبب قال: انى أسقطته من عينى لتركه طريقتى ورغبته في العلم. ولما قاموا عن المجلس قال الشيخ للمولى المزبور:

ان الطريقة التي رغبت فيها ليست بشئ (٢). فانها (٣) أشرف الطرق الموصلة الى الحق والخلق طريقه العلم، ويكون لك ان شاء الله تعالى شأن عظيم، ويقوم اخوانك عندك فى مقام الخدم والعبيد. ولما أرسله المولى جغرى بيك الى عتبة السلطان مراد خان، وشهد له باستحقاقه التدريس، فقبله السلطان وأعطاه قضاء كستل ثم أعطاه تدريس الأسدية (٤).

وعين له كل يوم عشرة دراهم، مكث هناك ست سنين الى أن انتهت السلطنة الى السلطان محمد خان. وأراد المولى المزبور الذهاب اليه، لكن منعه الفقر عن السفر، وكان له خادم فأقرضه ثمانية دراهم، فاشترى بها فرسا لنفسه ولخادمه، ثم ذهب اليه، ولقيه وهو ذاهب من قسطنطينية الى أدرنة، ولما رآه الوزير «محمود باشا» قال له:

أصبت فى مجيئك، انى ذكرتك عند السلطان، اذهب اليه، وعنده البحث. فذهب اليه، وسلم على السلطان. فقال السلطان لمحمود باشا


(١) عن (متن).
(٢) ليس شئ (المتن).
(٣) فى المتن: فان.
(٤) الواقعة فى مدينة بروسه.

<<  <   >  >>