دفع الى الأخ عبد الرحمن الشريدى مدير قسم المطبوعات والنشر بجامعة بنغازى هذه المخطوطة منذ مدة غير وجيزة، وطلب الى أن أكتشف أهميتها ومكانتها ومصنفها، وبالتالي إمكان طبعها، ومدى الاستفادة منها. فأقبلت عليها دونما إرجاء، لما علمت-بعد بحثى- أنها نسخة فريدة في العالم، وبخط المؤلف نفسه، وذات موضوع كثير الأهمية في عالم التأليف والتصنيف اليوم.
وأخذت أعالج الفهارس التى سبقتها أو عاصرتها أو جاءت بعدها؛ شرقية أو غربية، فلم أر من أشار اليها الا بالتلميح أو الكلام العابر.
وسبرت غورها فتأكدت لى أهميتها. وقارنتها «بكشف الظنون» علنى أصل الى فكرة الاقتباس أو الاختصار، فتوضح لى أن المؤلفين عاشا فى عصر واحد، وفي مدينة واحدة هى استانبول في القرن الحادى عشر الهجرى. وأمعنت فى المعالجة، فتكشف لى أن «رياضى زاده» ألف كتابه هذا قبل أن يؤلف حاجى خليفة كتابه، كشف الظنون، وأن الأول ألفه بهمة دون همة الثاني، الذى اعتمد على من سبقه وشذب وهذب ..
غير أنه لم يذكر أن أستاذه في هذا المضمار هو رياضى زاده .. بل انه لم يشر الى مؤلفه من بين المؤلفات التى ذكرها، علما أنه كتب عن أبيه.
فعقدت الهمة على التحقيق؛ أجمع معلوماتى على مهل مني، لكثرة الأسماء فيها، والمراجع العميقة التى لا ترويها. وبعد أن سودت النسخة رأيت أن المصنف رتب كتابه بناء على الحرف الأول فقط، دون عناية بالحرف الثانى والثالث، فاضطررت-تسهيلا منى على المطالع أن أبيض الكتاب من جديد، ولكن حسب التسلسل الألفبائى