للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال: يا أبت (١) انك لو أعطيتنى مالا لما بلغت الى هذا الجاه. ثم ان السلطان تغير عليه، وعزله عن منصبه، وفوض اليه تدريس سلطانية بروسة، وعين له خمسين درهما. ثم ان السلطان دعاه الى قسطنطينية لأجل المباحثة مع المولى «زيرك» كما ذكرنا، وأعطاه مدرسته بقسطنطينية. ثم انه استقضى بمدينة أدرنة، ثم بمدينة قسطنطينية، ثم ان السلطان محمد خان استوزر محمد باشا القرمانى. وكان الوزير محمد باشا من تلامذة المولى علاء الدين الطوسى (٢)، وكان متعصبا لذلك على خواجه زاده، فقال يوما للسلطان: ان خواجه زاده يشكو من هواء قسطنطينة ويمدح هواء إزنيق. فقال السلطان: قلدته قضاء إزنيق مع المدرسة، ثم ترك القضاء واقتصر على المدرسة الى أن توفى السلطان محمد.

ويحكى أن الوزير المذكور قبل انتقال السلطان دعا المولى المزبور للمباحثة مع المولى الفاضل خطيب زاده (٣)، لعل خطيب زاده يغلب عليه، فينكسر بذلك غرض المولى الفاضل المزبور. فلما قدم خواجه زاده الى القسطنطينية توجه الى الوزير راكبا على بغله، وتلامذته


(١) يا ابتى (المتن).
(٢) وهو المولى الفاضل علاء الدين الطوسى، فلما جاء المولى المزبور الى الروم أكرمه السلطان مراد بن محمد خان، وأعطاه مدرسة والده، وأعطاه قرية من قرى قسطنطينة المعروفة المشهورة بقرية «مدرس» (هامش).
(٣) وهو العالم العلامة تاج الدين ابراهيم الشهير بابن الخطيب من علماء دولة السلطان مراد خان بن السلطان محمد خان بن السلطان بايزيد المعروف بايلدرم بايزيد، صاحب الوقعة العظمى (هامش).

<<  <   >  >>