ومن هذا يؤخذ أن العموم من صفات الألفاظ لأنه دلالة اللفظ على استغراقه لجميع أفراده. وأن اللفظ إذا دل على فرد واحد كرجل، أو اثنين كرجلين، أو كمية محصورة من الأفراد كرجال ورهط ومائة وألف، فليس من ألفاظ العموم. وأن الفرق بين العام والمطلق، هو أن العام يدل على شمول كل فرد من أفراده، وأما المطلق فيدل على فرد شائع أو أفراد شائعة لا على جميع الأفراد. فالعام يتناول دفعة واحدة كل ما يصدق عليه من الأفراد، والمطلق لا يتناول دفعة واحدة إلا فرداً شائعاً من الأفراد. وهذا هو المراد بقول الأصوليين:((عموم العام شمولي، وعمومي المطلق بدلي)) .
ألفاظ العموم:
باستقرار المفردات والعبارات في اللغة العربية دل على أن الألفاظ التي تدل بوضعها اللغوي على العموم والاستغراق لجميع أفرادها هي:
٢- المفرد المعرف بأل تعريف الجنس:{الزانية والزاني}[النور:٢] ، {السارق والسارقة}[المائدة:٣٨] ، {واحل الله البيع وحرم الربا}[البقرة:٢٧٥] ، ((البيع ينقل الملكية)) ، لأن الجنس يتحقق في كل فرد من أفراده لا في فرد خاص أو أفراد مخصوصين.
٣- الجمع المعرف بأل تعريف الجنس:{والمطلقات يتربصن٠٠٠}[البقرة:٢٢٨] ، {والمحصنات من النساء}[النساء:٢٤] ، والجمع المعرف بالإضافة:{خذ من أموالهم صدقة}[التوبة:١٠٣] ، {حرمت عليكم أمهاتكم}[النساء:٢٣] .