للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والفضائل الخلقية التي يحث عليها، ويجعلها أساسا لقيام الجماعة الإسلامية الفاضلة، وهذه الدروس إما بيان العقائد، وإما بيان الأحكام والفضائل، وعليه في بيان العقائد وإثباتها أن يبتعد كل الابتعاد عن الشروح الفلسفية، وأن يبتعد عن مواضع الخلاف ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وليعول كل التعويل على الكتاب؛ فليبين لهم أوصاف الله كما ذكرها القرآن الكريم لا يتعداه، ولا يتجاوزه، وليذكر أوصاف النبيين كما وصفهم الله الأنبياء.

وإذا كان الواعظ يعلِّم الناس أحكام دينهم وفضائله، فعليه أن يعمد إلى توضيح ذلك كل التوضيح. وفي هذه الخطب التعليمية يتحرى الخطيب أن تكون عباراته واضحة الصور في أذهان الناس من غير أي تنميق أو تحسين، فمقصده الأول أن تنتقل معانيه إلى أخيلتهم، فيتصوروها كما تصورها هو، وإن اضطر في سبيل ذلك إلى أن يكون درسه كله بالعامية فليفعل؛ لأن الغرض من هذا النوع من الخطب التفهيم لا التأثير، وتوضيح الفكرة لا تزيينها وإن كان أولى أن يعود نفسه على النطق باللغة العربية.

جـ- خطب تثبيت الإيمان وتقويته:

يتجه الخطيب إلى هذا النوع من الخطب؛ ليقوِّي اليقين في قلوب المؤمنين، ويثب دعائم الإيمان في قلوب المهتدين، ويلقي في نفوسهم الحماسة لدينهم. وليجعل الخطيب قوام خطبته الأمور الآتية:

١- فضائل الإسلام:

فيبين لهم فضائله. وكيف كان طريق المجد والعلو في الدنيا والآخرة، ويبين لهم أنه عصمة للجماعات، وحفاظ لوحدتها، وأنه مربي الوجدان، وموقظ الضمائر، وأنه العاطف على المسكين وابن السبيل، والداعي إلى

<<  <   >  >>