المغرب الى الاندلس لانّها مثل الكمّ فى الثوب وليس فى شرقىّ المغرب ولا فى غربيّها اسلام لانّك اذا جاوزت مصر فى أرض المغرب كان جنوبىّ المغرب بلاد السودان وشمالىّ المغرب بحر الروم ثمّ أرض الروم ولو صلح أن يجعل طول الاسلام من فرغانة الى أرض الاندلس لكان مسيرة ثلاث مائة وعشر مراحل لانّ من اقصى فرغانة الى وادى بلخ نيفا وعشرين مرحلة ومن وادى بلخ الى العراق نحوا من ستّين مرحلة ومن العراق الى مصر نحوا من خمسين مرحلة، وقد بيّنّا فى مسافات المغرب انّ من مصر الى اقصاه مائة وثمانين مرحلة وقصدت فى كتابى هذا تفصيل بلاد الاسلام اقليما اقليما حتّى يعرف موقع كلّ اقليم من مكانه وما يجاوره من سائر الاقاليم ولم تتّسع هذه الصورة الّتى جمعت سائر الاقاليم لما يستحقّه كلّ اقليم فى صورته من مقدار الطول والعرض والاستدارة والتربيع والتثليث وما يكون عليه اشكالها غير انّا بيّنّا لكلّ اقليم مكانا يعرف به موضعه وما يجاوره من سائر الاقاليم ثمّ أفردنا لكلّ اقليم منها صورة على حدة فبيّنّا فيها شكل ذلك الاقليم وما يقع فيه من المدن وسائر ما يحتاج الى علمه ممّا ناتى على ذكره فى موضعه ان شآء الله
[ديار العرب]
وابتدات بديار العرب لانّ القبلة بها ومكّة فيها وهى امّ القرى وبلد العرب وأوطانهم الّتى لم يشركهم فى سكناها غيرهم والّذى يحيط بها بحر فارس من عبّادان وهو مصبّ ماء دجلة فى البحر فيمتدّ على البحرين حتّى ينتهى الى عمان ثمّ يعطف على سواحل مهرة وحضرموت وعدن حتّى ينتهى على سواحل اليمن الى جدّة ثمّ يمتدّ على الجار ومدين حتّى