وبمصر بغال وحمير لا يعرف فى شىء من بلدان الاسلام احسن ولا اثمن منها، ولهم من وراء اسوان حمير صغار فى مقدار الكباش ملمّعة تشبه البغال الملمّعة اذا اخرجت من مواضعها لم تعش، ولهم حمير يقال لها السملاقية بارض الصعيد زعموا انّ احد ابويها من الوحشىّ والآخر من الاهلىّ فهى اسير تلك الحمير وبالجفار حيّات فى مقدار الشبر تثب من الارض حتّى تقع فى المحامل فتلسع، واهل مصر فى اخبارهم يزعمون انّ الجفار فى ايّام فرعون كانت معمورة بالقرى والمياه وانّ الّذى قال الله تعالى ودمّرنا ما.
كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون هو الجفار ولذلك سمّى العريش عريشا
[ارض الشام]
وامّا الشام فانّ غربيّها بحر الروم وشرقيّها البادية من ايلة الى الفرات ثمّ من الفرات الى حدّ الروم وشماليّها بلاد الروم وجنوبيّها حدّ مصر وتيه بنى اسرائيل وآخر حدودها ممّا يلى مصر رفح وممّا يلى الروم الثغور وهى ملطية والحدث ومرعش والهارونيّة والكنيسة وعين زربة والمصّيصة وأذنة وطرسوس والّذى يلى الشرقىّ والغربىّ مدن قد ذكرناها فى تصوير الشام قد جمعت الثغور الى الشام وبعض الثغور تعرف بثغور الشام وبعضها تعرف بثغور الجزيرة وكلاهما من الشام وذلك انّ كلّ ما وراء الفرات من الشام وانّما سمّى من ملطية الى مرعش ثغور الجزيرة لانّ اهل الجزيرة بها يرابطون وبها يغزون لا لانّها من الجزيرة، وكور الشام انّما هى جند فلسطين