ثمّ صارت للنصارى ودينهم الدفن ثمّ صارت للاسلام، ورأيت عليهم اكفانا من جنس الخيش وجماجم وعظاما فيها صلابة الى يومنا هذا وعين شمس ومنف هما قريتان قد خربتا كلّ واحدة منهما من الفسطاط على نحو أربعة اميال وعين شمس من شمالىّ الفسطاط ومنف من جنوبيّه ويقال انّهما كانتا مسكنين لفرعون، وعلى رأس جبل المقطّم فى قلّته مكان يعرف بتنّور فرعون يقال انّه كان اذا خرج من احد هذين الموضعين يوقد فيه فيعدّ فى المكان الآخر ما يعدّ له وفى نيل مصر مواضع لا يضرّ فيها التمساح منها عند الفسطاط وبوصير وغير ذلك من اماكن معروفة وحوالى الفسطاط زرع ينبت مثل القضبان يسمّى البلسان يتّخذ منه دهن البلسان لا يعرف بمكان فى الدنيا الّا هناك وامّا العبّاسة وفاقوس وجرجير فانّها من أرض الحوف ويعرف شمالىّ النيل اسفل من الفسطاط بالحوف وجنوبيّه بالريف ومعظم رساتيق مصر وقراها فى هذين الموضعين وامّا معدن الذهب فمن اسوان اليه خمسة عشر يوما والمعدن ليس فى ارض مصر ولاكنّه فى أرض البجة وينتهى الى عيذاب، ويقال انّ عيذاب ليست من ارض البجة وانّما هى من مدن الحبشة، والمعدن أرض مبسوطة لا جبل فيها وانّما هى رمال ورضراض ويسمّى ذلك المكان الّذى فيه مجمع الناس العلّاقى، وليس للبجة قرى ولا خصب فيه غنآء وانّما هم بادية ولهم نجب يقال انّ ما فى النجب اسير منها ورقيقهم ونجبهم وسائر ما بارضهم يقع الى مصر