القرى والحجر فمن بادية الجزيرة، وما كان من بالس الى أيلة مواجها للحجاز على بحر فارس الى ناحية مدين معارضا لارض تبوك حتّى يتّصل بديار طيّئ فمن بادية الشام على أنّ من العلماء بتقسيم هذه الديار من زعم انّ المدينة من نجد لقربها منها وانّ مكّة من تهامة اليمن لقربها منها وأنا بمشئة الله وعونه ساذكر ما انتهى اليه علمى من مدنها وما تشتمل عليه المدن ممّا يحتاج الى علمه والمشاهير من ديار العرب بها وجبالها ورمالها وجوامع من المسافات المسلوكة بها، ولا نعلم بارض العرب نهرا ولا بحرا يحمل سفينة لانّ البحيرة المنتنة الّتى تعرف بزغر وان كانت مصاقبة للبادية فليست منها ومجمع الماء الّذى بارض اليمن فى ديار سبأ انّما كان موضع مسيل ماء بنى فى وجهه سدّ فكان يجتمع فيه مياه كثيرة يستعملونها فى القرى والمزارع حتّى كفروا بعد ان كان الله جعل لهم عمارات قرى متّصلة الى الشام فسلّط الله عزّ وجلّ على ذلك الماء آفة فكان لا يمسك ماء وهو قوله تعالى وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها
الى قوله وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ
فبطل ذلك الماء الى يومنا هذا، وامّا الجداول والعيون والسوانى والآبار فانّها كثيرة ونبتدئ من مدن ديار العرب بمكّة شرّفها الله وهى مدينة فيما بين شعاب الجبال وطول مكّة من المعلاة الى المسفلة نحو ميلين وهو من حدّ الجنوب الى الشمال ومن اسفل جياد الى ظهر قعيقعان نحو الثّلثين من هذا وأبنيتها حجارة والمسجد فى نحو الوسط منها والكعبة فى وسط المسجد وباب الكعبة مرتفع عن الارض نحو قامة وهو مصراع واحد وأرض البيت مرتفعة عن الارض مع الباب والباب بحذاء