فى الكبر خصبة واسعة المرافق وامّا دبيل فانّها مدينة اكبر من اردبيل وهى قصبة ارمينية وبها دار الامارة كما انّ دار الامارة بالران برذعة ودار الامارة باذربيجان اردبيل وعليها سور والنصارى بها كثير ومسجد الجامع لجنب البيعة ويرتفع بها ثياب الصوف من بسط ووسائد ومقاعد وتكك وغير ذلك من اصناف الارمينىّ ولهم صبغ يسمّى القرمز به يصبغ الصوف وبلغنى انّه دودة تنسج على نفسها مثل دودة القزّ وبلغنى انّه يرتفع بها بزيون كثير، وهى قصبة ارمينية وكان بها سنباط بن أشوط ولم تزل فى ايدى الكبراء من النصارى وهم الغالب على اهل ارمينية وهى مملكة الارمن متاخمين للروم فحدّ لهم الى برذعة وحدّ لهم الى الجزيرة وحدّ لهم الى اذربيجان والثغر الّذى يلى الروم من ارمينية قاليقلا واليها يغزو اهل اذربيجان والجبال والرىّ وما والاها ولهم مدخل الى الروم يعرف بطرابزندة يجتمع فيه التجّار فيدخلون بلد الروم للتجارة فما وقع من دبابيج وبزيون وثياب الروم الى تلك النواحى فمن طرابزندة، وامّا نشوى وبركرى وخلاط ومنازكرد وبدليس وقاليقلا وأرزن وميّافارقين وسراج فهى بلدان صغار متقاربة فى المقدار خصبة كلّها عامرة كثيرة الخير، وميّافارقين يعدّها قوم من الجزيرة الّا انّها دون دجلة وخلفها حدّ الجزيرة فيما صوّرنا ما بين دجلة والفرات فلذلك جعلناها بارمينية