الشراة الى ان وقع بينهم وبين طائفة من بنى سامة بن لؤىّ وهم من كبرآء تلك النواحى حروب فخرج منهم رجل يعرف بمحمّد بن القاسم السامىّ الى المعتضد فاستنجده فبعث معه بابن ثور ففتح عمان للمعتضد واقام بها الخطبة له وانحاز الشراة الى ناحية لهم تعرف بنزوة والى يومنا هذا بها امامهم وبقيّة مالهم وجماعتهم، وعمان بلاد حارّة جدّا وبلغنى ان بمكان منها بعيد عن البحر ربّما وقع ثلج دقيق ولم ار احدا شاهد ذلك الّا بالابلاغ وبارض سبأ من اليمن طوائف من حمير وكذلك بارض حضرموت، وامّا ديار همدان وأشعر وكندة وخولان فانّها مفترشة فى أعراض اليمن وفى اضعافها مخاليف وزروع وبها بواد وقرى تشتمل على بعض تهامة وبعض نجد اليمن من شرقىّ تهامة وهى قليلة الجبال مستوية البقاع، ونجد اليمن غير نجد الحجاز غير انّ جنوبىّ نجد الحجاز يتّصل بشمالىّ نجد اليمن وبين البحرين وبين عمان برّيّة ممتنعة وباليمن قرود كثيرة بلغنى أنّها تكثر حتّى لا تطاق الّا بجمع عظيم واذا اجتمعوا كان لهم كبير يتبعونه مثل اليعسوب للنحل، وبها دابّة تسمّى العدار بلغنى انّها تطلب الانسان فتقع عليه فان اصاب منه ذلك تدوّد جوف الانسان فانشقّ، ويحكى عن الغيلان بها من الاعجوبة ما لا استجيز حكايته واما المسافات بديار العرب فانّ الّذى يحيط بها من عبّادان الى البحرين