وامّا الغور فانّها جبال يحيط بها من كلّ جانب دار الاسلام واهلها كفّار الّا نفرا يسيرا مسلمين وهى جبال منيعة ولسانهم غير لسان اهل خراسان وجبالهم خصبة كثيرة الزروع والمواشى والمراعى وادخلناها فى جملة خراسان لانّ ثلاثة من حدودها يحيط بها خراسان وحدّ لها يلى نواحى سجستان واكثر رقيق الغور يقع الى هراة وسجستان ونواحيها، ويمتدّ من ظهر الغور جبال فى حدّ خراسان على حدود الباميان الى البنجهير حتّى تدخل بلاد وخّان وتفترق فى ما وراء النهر الى داخل الترك على حدود ايلاق والشاش الى قرب خرخيز وفى هذا الجبل من اوّله الى آخره معادن الفضّة والذهب واغزرها ما قرب من بلاد خرخيز حتّى ينتهى الى ما وراء النهر من فرغانة والشاش واغزر هذه المعادن فى دار الاسلام فى ناحية بنجهير وما والاها وامّا سواحل جيحون وخوارزم فانّا نذكرها فى صفة ما وراء النهر، وآمل وزمّ هما مدينتان متقاربتان فى الكبر على شطّ جيحون ولهما ماء جار وبساتين وزروع وآمل مجمع طرق خراسان الى ما وراء النهر وخوارزم على الساحل وزمّ دون آمل فى العمارة الّا انّ بها معبر ما وراء النهر الى خراسان ويحيط بهما جميعا مفازة تصل من حدود بلخ الى بحر خوارزم والغالب على هذه المفازة الرمال وليس بها عيون ولا انهار الّا آبار ومراع الى ان ينتهى الى طريق مرو الى آمل ثمّ يصير بينها وبين خوارزم وبلاد الغزّيّة مفاوز تقلّ آبارها والسوائم بها واكثر السوائم بخراسان من الابل بناحية سرخس وبلخ فامّا الغنم فانّ اكثرها يجلب اليهم من بلاد الغزّيّة ومن الغور والخلج، وبخراسان من الدوابّ والرقيق والاطعمة والملبوس وسائر ما يحتاج الناس