اليها ولم اقصد الاقاليم السبعة الّتى عليها قسمة الارض بل جعلت كلّ قطعة افردتها مفردة مصوّرة يحكى موضع ذلك الاقليم ثمّ ذكرت ما يحيط به من الاماكن وما فى اضعافه من المدن والبقاع المشهورة والبحار والانهار وما يحتاج الى معرفته من جوامع ما يشتمل عليه ذلك الاقليم من غير ان استقصيت ذلك كراهة الاطالة الّتى تؤدّى الى ملال من قرأه ولانّ الغرض فى كتابى هذا تصوير هذه الاقاليم الّتى لم يذكرها احد علمته وامّا ذكر مدنها وجبالها وانهارها وبحارها والمسافات وسائر ما انا ذاكره فقد يوجد فى الاخبار ولا يتعدّر على من أراد تقصّى شيء من ذلك من اهل كلّ بلد فلذلك تجوّزنا فى ذكر المسافات والمدن وسائر ما نذكره، فاتّخذت لجميع الارض الّتى يشتمل عليها البحر المحيط الّذى لا يسلك صورة اذا نظر اليها ناظر علم مكان كلّ اقليم ممّا ذكرناه واتّصال بعضه ببعض ومقدار كلّ اقليم من الارض حتّى اذا رأى كلّ اقليم من ذلك مفصّلا علم موقعه من هذه الصورة ولم تتّسع هذه الصورة الّتى جمعت سائر الاقاليم لما يستحقّه كلّ اقليم فى صورته من مقدار الطول والعرض والاستدارة والتربيع والتثليث وسائر ما يكون عليه اشكال تلك الصورة فاكتفيت ببيان موقع كلّ اقليم ليعرف مكانه ثمّ افردت لكلّ اقليم من بلاد الاسلام صورة على حدة بيّنت فيها شكل ذلك الاقليم وما يقع فيه من المدن وسائر ما يحتاج الى علمه ممّا آتى على ذكره فى موضعه ان شآء الله تعالى ففصّلت بلاد الاسلام عشرين اقليما وابتدات بديار العرب فجعلتها اقليما لانّ فيها الكعبة ومكّة امّ القرى وهى واسطة هذه الاقاليم ثمّ اتبعت ديار العرب ببحر فارس لانّه يكتنف اكثر ديار العرب ثمّ ذكرت المغرب حتّى انتهيت الى مصر فذكرتها ثمّ ذكرت الشام ثمّ بحر الروم ثمّ الجزيرة ثمّ العراق ثمّ خوزستان ثمّ فارس ثمّ كرمان ثمّ المنصورة وما يتّصل بها من بلاد السند والهند والاسلام ثمّ اذربيجان وما يتّصل بها ثمّ كور الجبال ثمّ الديلم