طريق يسير فيه الناس رجّالة الى قريب اعلاه وفى هذين الهرمين طريق فى باطن الارض مخترق، واصحّ ما سمعت فى الاهرام انّها قبور الملوك الّذين كانوا بتلك الارض وعرض العمارة على النيل من حدّ اسوان ما بين نصف يوم الى يوم الى ان تنتهى الى الفسطاط ثمّ تعرض فيصير عرضها من حدّ الاسكندريّة الى الحوف الّذى يتّصل بمفازة القلزم نحو ثمانية ايّام، وما فى العرض من ارض مصر قفار وامّا الواحات فانّها بلاد كانت معمورة بالمياه والاشجار والقرى والناس فلم يبق فيها ديّار وبها الى يومنا هذا ثمار كثيرة وغنم قد توحّشت فهى تتوالد، والواحات من صعيد مصر اليها فى حدّ الجنوب نحو ثلاثة أيّام فى مفازة وتتّصل الواحات بالنوبة ببرّيّة فتنتهى الى ارض السودان وبارض مصر بحيرة يفيض فيها ماء النيل تتّصل ببحر الروم تعرف ببحيرة تنّيس اذا امتدّ النيل فى الصيف عذب ماؤها واذا نقص فى الشتاء الى اوان البحر غلب ماء البحر عليها فملح ماؤها، وفيها مدن مثل الجزائر تطيف البحيرة بها فلا طريق اليها الّا فى السفن فمن مشاهير تلك المدن تنّيس ودمياط وهما مدينتان لا زرع بهما ولا ضرع وبهما يتّخذ المرتفع من ثياب مصر، وهذه البحيرة قليلة العمق يسار فى اكثرها بالمرادىّ وبها سمكة تسمّى الدلفين فى خلقة الزقّ المنفوخ وسمكة اذا اكلها الانسان راى منامات هائلة ومن حدّ هذه البحيرة الى حدّ الشام ارض كلّها رمال متّصلة حسنة اللون تسمّى الجفار بها نخيل ومنازل ومياه مفترشة غير متّصلة ويتّصل حدّ الجفار ببحر الروم وحدّ بالتيه وحدّ باراضى فلسطين من الشام وحدّ