منقطعة عن نهر سيحان فى غربىّ النهر، وسيحان هو دون جيحان فى الكبر عليه قنطرة حجارة عجيبة البناء طويلة جدّا ويخرج هذا النهر من بلد الروم ايضا وطرسوس مدينة كبيرة عليها سوران من حجارة تشتمل على خيل ورجال وعدّة وهى فى غاية العمارة والخصب وبينها وبين حدّ الروم جبال هى الحاجز بين المسلمين والروم ويقال انّه كان بها زهآء مائة الف فارس فيما يزعم اهلها وليس من مدينة عظيمة من حدّ سجستان الى كرمان وفارس والجبال وخوزستان وسائر العراق والحجاز واليمن والشامات ومصر الّا وبها لاهلها دار واكثر ينزلها اهلها اذا وردوها وأولاس حصن على ساحل البحر بها قوم متعبّدون وهى آخر ما على بحر الروم من العمارة للمسلمين وامّا رقيم فانّها مدينة بقرب البلقاء وهى صغيرة منحوتة بيوتها كلّها وجدرانها من صخر كانّها حجر واحد والبحيرة المنتنة من الغور بقرب زغر وانّما تسمّى المنتنة لانّه ليس فيها شىء من الحيوان لا سمك ولا غيره وتقذف بشىء يسمّى الحمر منه يلقّحون كروم فلسطين كما يلقّح النخل يطلع الفحّال منها، وبزغر بسر يقال له الانقلاء لم ار بالعراق ولا بمكان أعذب ولا احسن منظرا منه كانّ لونه الزعفران لا يغادر منه شيأ ويكون اربعة منه شبرا، وديار قوم لوط هى ارض تسمّى الارض المقلوبة وليس بها زرع ولا ضرع ولا حشيش وهى بقعة سودآء قد فرشت بحجارة كلّها متقاربة